مجلة روائع

المشرف العام و رئيس التحرير : سعد بن جمهور السهيمي




جديد الملفات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
اخبار محلية وعربية ودولية
عمارتها مكسبنا الحقيقي وبشارتها عظيمة *سعد بن جمهور السهيمي *
عمارتها مكسبنا الحقيقي وبشارتها عظيمة   *سعد بن جمهور السهيمي   *
09-11-1444 01:59
لاشك أن المساجد هي بيوت الله تعالى وفيها أمر بذكر الله والتسبيح فيها يقول تعالى (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال) سورة النور-36- ففي الآية تأكيد على أن الله أذن لعباده أن يذكر وا فيها اسمه ويسبحوا فيه ،فهي بيوت مطمئنة يرتاح فيها المؤمنون وتصبح قلوبهم فيه مطمئنة وترتاح فيه نفوسهم ويزداد ايمانهم، وفيها يكثر المسلم من ذكر الله بقراءة القرآن الكريم والتسبيح ,و هي أماكن العبادة لله وحده لا شريك له ،حيث قال سبحانه وتعالى : " وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) سورة الجن(1). وهي أحب الأماكن إلى الله تعالى وإلى رسوله وإلى المؤمنين الصالحين , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدهَا ، وَأَبْغَضُ الْبِلاَدِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقهَا. (2) .
أول مسجد في الإسلام
عندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة النبوية (المدينة المنورة (حاليا) ويثرب سابقا) قبل الإسلام، كان من اول قراراته بناء مسجد وكان ذلك المسجد هو مسجد قباء في قباء، وهو أول مسجد بُني في المدينة، وأول مسجد بني لعموم الناس كما قال ابن كثير رحمه الله. (3) وكذلك عندما واصل صلى الله عليه وسلم سيره إلى قلب المدينة كان أول ما قام به تخصيص أرض لبناء مسجده صلى الله عليه وسلم . وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلاً في سفر أو حرب وبقي فيه مدة اتخذ فيه مسجداً يصلي فيه بأصحابه رضي الله عنهم، كما فعل في خيبر.
كما كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ولاته أن يبنوا مسجداً جامعاً في مقر الإمارة، ويأمروا القبائل والقرى ببناء مساجد جماعة في أماكنهم. ولقد وعى هذا الأمر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاهتموا بذلك، واعتنى الخلفاء الراشدون بهذا الأمر وحرصوا عليه ،وانتشرت المساجد في عهدهم بها. (4) وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على بناء المساجد وبين فضل ذلك فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا
وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ لِبَيْضِهَا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا في الْجَنَّةِ. (1).(والقطاة: طائر كالحمام، ومفحصها: الموضع الذي تعيش فيه أي: تجمع الحشيش والنبات فيه؛ لتستفيد منه وتبيض فيه)
قال الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ: "هذا يدل على أن الأجر المذكور يحصل ببناء المسجد لا بجعل الأرض مسجداً من غير بناء، وأنه لا يكفي في ذلك تحويطه من غير حصول مسمى البناء، والتنكير في مسجد للشيوع؛ فيدخل فيه الكبير والصغير" . (2)

وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الله ينادى يوم القيامة أين جيراني أين جيراني فتقول الملائكة ربنا من ينبغي له أن يجاورك فيقول أين عُمَّارُ المساجد ". صححه الألباني في "(5) وليس عمارة المساجد ببنائها وتشيدها فقط , بل تكون العمارة بالصلاة فيها .عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"من توضأ فأحسنَ الوُضوءَ ، ثم خرج عامدا إلى الصلاة ، فإنه في صلاة ما كان يَعْمِد إلى صلاة ، وإنه يُكتَب له بإحدى خُطوتيه حسنة، ويُمْحَى عنه بالأخرى سيئة ، فإذا سمع أحدُكم الإقامة فلا يَسْعَ ، فإن أعظمَكم أجرا أبعدُكم دارا ، قالوا : لِمَ يا أبا هريرة ؟ قال : من أجل كثرة الخُطَا"(5) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَاحَ ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدَا وَرَاحَ.)".(6) وليس لدينا شك إن عمارة بيوت الله هي مكسبنا الحقيقي الذي ينبغي لنا العمل من اجله فالذهاب الى المساجد والصلاة فيها عمارة لها و امرنا الله بها حيث قال الله جل وعلا في كتابه في الحث على عمارتها, وجعل ذلك علامة من علامات الإيمان , قال تعالى : " إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ.(6) فهنيئا لكل عامري المساجد ومرتاديها هذه الشارة العظيمة
-----------------
هوامش
1- سورة الجن -18-19
2- أخرجه مسلم (1473) وابن خزيمة 1293 وابن حبان1600 .
3-البداية والنهاية 3/209.
4- وفاء الوفا بأخبار المصطفى للسمهودي 3/1028.

5- أخرجه أحمد 1/241(2157) صحيح الترغيب والترهيب 1/66.
6-أية (18) سورة التوبة

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 44


خدمات المحتوى



تقييم
0.00/10 (0 صوت)


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.