مجلة روائع

المشرف العام و رئيس التحرير : سعد بن جمهور السهيمي




جديد الملفات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
اخبار محلية وعربية ودولية
مزعجون في المساجد **سعد بن جمهور السهيمي **
مزعجون في المساجد  **سعد بن جمهور السهيمي **
02-10-1445 02:59
يأتي بعض المصلين إلى المسجد بشكل منتظم عندما يسمع النداء لكل صلاة ، وقد يطيب له الجلوس في المسجد قبل أداء الصلاة أو بعدها رغبة في الأجر والمثوبة ، فهو يشعر بأنه يرتاح عندما يدخل المسجد من القرآن فيفتح المصحف ليقرأ شي من كتاب الله فيشعر بحلاوة كلام الله وتأثيره على النفس يدنه في مسارعته الى المسجد والجلوس في الصف الأول في برنامج يومي تعود عليه ،وهذا آخر قد يأتي بعضه وقد ضاقت نفسه بهموم الحياة فلم يعد يطيق آلامها وقسوتها، فيلجأ إلى كتاب الله فيقرأ كلامه الجميل المحبب إلى النفس في بيت الله المطمئن القلب فيه ، فتطيب نفسه، ويشعر بالسعادة والراحة، تيمنا بقوله تعالى:الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِاللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) فهذه الراحة والسعادة تكون أكبر وهو يؤدي الصلاة بخشوع وطمأنينة ، مستمدا هذه الراحة والسعادة من التوجيه النبوي الكريم للمصطفى صلى الله عليه وسلم لبلال رضي الله عنه (أرحنا بها يا بلال) أي الصلاة، كما يقول عنها أيضا عليه الصلاة والسلام (وجعلت ُقرة عيني في الصلاة) ، ولا شك أن هذا الحديث مما يحرك نشاط الراغبين في الخير إلى الاستكثار من الصلاة, وأن تكون قرة أعينهم في الصلاة, كما كانت قرة عينه صلى الله عليه وسلم في الصلاة, وهذه الصلاة التي كانت فيها قرة عين رسول الله صلى الله عليه وسلم تتناول الفرائض والنوافل (فهي الطريق إليها، واعلمو أن السعادة والراحة بالطاعة هي حال المحبين الصادقين, فإن عبادتهم طوعا ومحبة ورضا,فيها قرة عيونهم, وسرور قلوبهم, ولذة أرواحهم ،ولهذا فإن المساجد وتأدية الصلاة فيها تجلب للمسلم كل سبل الراحة لمن عرف حقها وأداها كما يحب ربنا ويرضى، كما أن المسلم إذا شعر بالحاجة إلى الشكوى فلم يجد من يشكو إليه فعليه أن يتذكر أن له رباً رحيماً يسمع شكواه ويجيب دعواه، ولهذا فليس غريبا أن تكون فرحة كثير منا كبيرة عندما يدلف إلى بعض المساجد، وهي في أحسن حال لا تعاني شيئا بفضل الله وكرمه، فنظافة المسجد هي عنوان لهذا المسجد ورواده، كما أن انضباط المصلين وتفرغهم للعبادة وعدم التفرغ للأحاديث الجانبية التي تشوش على المصلين تميزهم عن غيرهم في مساجد أخرى، ويأسرك المسجد بمكتبته العامرة التي فيها ما لذ وطاب من الكتب النفيسة لطبة العلم والمراجع ، وتكون مرخصة من وزارة الشئون الإسلامية ، ومثل هذه المساجد تعتبر نموذجية في كل شيء، خاصة أنها تجمع مع ذلك كله توافر سبل الراحة، وعدم وجود أي من المنغصات والعادات المذمومة، فيما يتألم أحدنا عندما يجد عكس ذلك تماما، عندما يذهب إلى مسجد فيجده يعج بالفوضى الممقوتة، وتبادل العبارات غير المناسبة بين المصلين داخل المسجد، والصراع على من يصل الصف الأول حتى لو جاء متأخرا، وهذه عادة تصبح عند بعض الناس، الذي ما أن يأتي إلى المسجد إلا ويتوجه صوب الصف الأول وإن كان متأخرا وغيره سبقه بوقت كاف، وفي الجانب الآخر هناك من يحضر مبكرا ويبقى في مؤخرة الصفوف، ولا يبالي في فوات الصف الأول عليه وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه تأخرا، فقال لهم: (تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله ) وقد مر بنا هذا الحديث مسبقا وانما اعدناه للفائدة ، وكان سعيد بن المسيب ـــ رحمه الله ـــ يحضر إلى المسجد قبل الأذان واستمر على ذلك مدة لا تقل عن 30 سنة، فقد روى الإمام بن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب قال: (ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد) مسند ابن ابي شيبة
ومن العادات المذمومة المزعجة التي تصدر من بعض المصلين تخطي الرقاب خصوصا في صلاة الجمعة، ويقول عن ذلك الشيخ ابن عثيمين ـــ رحمه الله ـــ "إنه لا يتخطى الشخص حتى ولو إلى فرجة؛ لأن العلة وهي الأذية موجودة، وكونهم لا يتقدمون إليها قد يكون هناك سبب من الأسباب، مثل: أن تكون الفرجة في أول الأمر ليست واسعة، ثم مع التزحزح اتسعت، فحينئذٍ لا يكون منهم تفريط، فالأولى الأخذ بالعموم وهو ألا يتخطى إلى الفرجة، لكن لو تخطى برفق واستأذن ممن يتخطاه إلى هذه الفرجة فأرجو ألا يكون في ذلك بأس" انتهى كلامه. ( )
أتمنى أن تختفي مثل هذه العادات المذمومة داخل المسجد، نسأل الله أن يوفقنا إلى اتباع نهج المصطفى ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ إنه جواد كريم.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 63


خدمات المحتوى



تقييم
3.38/10 (5 صوت)


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.