08-02-1437 02:52
عزيزي القاريء..أهلا بك..
إلى قلب اليابسة في منتصف قارة أمريكا الجنوبية، وبين أحضان الشلالات العظيمة التي تطل من "البرازيل" و"الأرجنتين" تقع جمهورية "الباراجواي" ..وجهتنا اليوم؛ فإلى هناك..!
أين تقع جمهورية الباراجواي؟
هي جمهورية داخلية تقع في قارة أمريكا الجنوبية، عاصمتها" أسونسيون."، وهي دولة داخلية لا تطل على محيطات أو بحار، تحدها بوليفيا من الشمال، والبرازيل من الشرق، والأرجنتين من الجنوب والغرب، ويمر بوسطها مدار الجدي، يتركز معظم سكانها في الجزء الشرقي منها، بين نهري( بارانا) و(باراغواي)، واتصالها بالخارج عن طريق جارتيها البرازيل والأرجنتين.
تشتهر (باراجواي) بزراعة فول الصويا والقطن، والتبغ، والأرز، والقمح، وتربية المواشي.
وتبلغ مساحتها (406.752 كيلو مترا مربعا)، وجملة سكانها في سنة 1408هـ – 1988م (4 ملايين) نسمة، وعاصمتها مدينة آسونسيون، وسكانها ثلاثة أرباع مليون نسمة.
-هناك لغتان رسميتان في باراجواي، وهما الأسبانية والغوارانية، فالأسبانية هي اللغة المستخدمة في المدارس، وفي الدوائر الحكومية، وفي التجارة، إلا أن الشعب في جميع أنحاء باراجواي، يستخدم بصورة عامة اللغة الغوارانية في الحديث اليومي.
- نظام الحكم جمهوري، والسلطة التنفيذية بيد رئيس الجمهورية الذي ينتخب كل خمسة أعوام، وأهم الأحزاب السياسية الحزب الوطني الجمهوري ويشتهر بالحزب الأحمر وهو الحزب الحاكم حالياً، والحزب الليبرالي ويشتهر بالحزب الأزرق.
نهر (باراجواي) يمنح البلاد اسمه..
يخترقها نهر "باراجواي" من الشمال إلى الجنوب، ولقد منح اسمه للبلاد والاسم مأخوذ عن كلمة (هندية أمريكية) تعني (النهر المزدان)، ويقسم النهر البلاد إلى نطاقين طبيعيين، القسم الشرقي يشكل ثلث مساحة البلاد تقريبا وهذا القسم سهل منبسط ، أما القسم الغربي من نهر "بارجواي" فهو قسم من سهل "الشاكو" العظيم، والذي يتكون من الرواسب النهرية التي تسيل من جبال الانديز، ويشكل أكثر من نصف مساحة (جمهورية باراجواي)، ولا توجد به مجار مائية واضحة، وإنما تنتشر به المستنقعات الفصلية .
مناخ معتدل طوال العام:
تتمتع جمهورية "باراجواي" بمناخ معتدل طوال العام، حيث يسودها مناخ شبه مداري ، ومعدل حرارة فصل الصيف 27 ْ، أما الشتاء فيصل المتوسط الحراري إلى 16 ْ، وتهب عليها رياح محلية باردة في فصل الشتاء، وتنخفض الحرارة عند هبوبها، وتسقط الأمطار الغزيرة على القسم الشرقي من البلاد، وتقل الأمطار في الغرب، حيث تتحول إلى نطاق شبه صحراوي، وتسودها حشائش السافانا، وتنتشر بها بعض الغابات المدارية في الغرب حول المجاري المائية .
التركيبة السكانية :
لقد تناقص عدد السكان نتيجة الحروب التي خاضتها مع جيرانها، وحالياً يتكون سكانها من عناصر المستيزو (خليط أوروبي هندي) ، ويشكلون حوالي 98% من جملة سكانها، وإلى جانبهم قرابة (50 ألفا) من الهنود الأمريكيين، وأقلية زنجية من الأفارقة، وأقلية من الأوروبيين، وجملة السكان حوالي 4 ملايين نسمة .
النشاط البشري :
تعتبر الزراعة هي الحرفة الأساسية للسكان، ويعمل بها حوالي 47% منهم، فالبلاد من أخصب مناطق الزراعة بأمريكا الجنوبية؛ نظراً لوجود نهر "باراجواي" والذي يشق أراضيها منحدراً من الشمال على الجنوب مكوناً السهول الرسوبية الخصبة على جانبيه، فلا عجب أن تكون جملة مساحة الأراضي القابلة للزراعة تزيد على مليون هكتار، وما يزرع منها بالفعل لا يتجاوز الخمس، وأهم الحاصلات الذرة ، والأرز ، والكاسافا ، ويزرع الموز ، وشاي باراجواي، والعديد من الخضر والفاكهة، وثروتها الحيوانية تتكون من الأبقار، والخيول، ومن الأغنام والماعز، ويبلغ إنتاجها من الأخشاب حوالي (5 ملايين) متر مكعب سنويا.
لكن نلاحظ أن البلاد فقيرة في الثروة المعدنية، ولقد بدأت في إنتاج كميات قليلة من البترول المستخرج من إقليم “الشاكو”، وبالنسبة للصناعة فتقوم على الأخشاب، وحفظ اللحوم ، والزيوت النباتية، ولقد تحسنت الأحوال الاقتصادية ونمت الصناعة بعد توليد الطاقة الكهربائية من المساقط المائية.
أهم الثروات ومصادر الدخل:
تحتل الزراعة المرتبة الأولي من مصادر الدخل القومي، نظرا لخصوبة الأراضي، وتزرع معظم الغلات والفواكه التي تصدر عن طريق "البرازيل" حيث لايوجد في "الباراغواي" موانئ للتصدير.
وتشكل الطاقة الكهربائية مصدرا آخر من مصادر الدخل القومي حيث تبيع "الباراغواي" حصتها من الطاقة الكهربائية - التي تستخرج من سد " إيتايبو " أكبر سد في العالم وهو مشروع مشترك مع دولة البرازيل حيث تبلغ طاقته الإجمالية 12,000,000 مليون كيلو وات سنويا - للدول المجاورة.
تقدر حركة رأس المال السنوية داخل البلاد بـ 8 مليار دولارعلى تقديرات المحلليين الإقتصاديين العالميين.
كيف وصل المسلمون إلى "باراجواي" ؟
بدأ الإسلام يصل إلى باراجواي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، وازدادت الهجرة من الأقطار الإسلامية في النصف الثاني من القرن العشرين، رغم عدم وجود تمثيل دبلوماسي للبلاد الإسلامية، ومعظم المسلمين من هجرات عربية، ومن بين المهاجرين نسبة كبيرة من المسيحيين.
ولا يوجد إحصاء دقيق عن المسلمين في باراجواي ويقدر رئيس المركز الخيري الثقافي الإسلامي "أحمد رحال" عدد المسلمين في باراجواي بحوالي 15 ألف نسمة يقيمون في المدن الرئيسة، وعلى رأسها العاصمة "أسونسيون".
ويتركز المسلمون في المناطق الآتية:
ينتشر المسلمون في منطقتين، في العاصمة "أسونسيون" وهم من الهجرة الأولى المبكرة، والمنطقة الثانية قرب الحدود الشمالية المجاورة للبرازيل في المناطق المعروفة بالشلالات والتي تعتبر من أجمل مناطق العالم وهي مقسمة بين (براجواي والبرازيل، والأرجنتين)، ويضاف إلى هذا وجود المسلمين في مدن "بدرو"، و"تونتابارا"، و"بورتو ستروستر"، - كما أنّ للمسلمين في المدن الحدودية صلات بجيرانهم المسلمين في "البرازيل" ، ويشغل المسلمون مكانة هامة لدى السلطات في الباراجواي، كما أن مستواهم الاقتصادي جيد .
ونظراً للهجرة المتتابعة على المدينة والسفر الدائم من وإلى البلاد العربية ، فالمسلمون أسعد حالا من بقية المناطق الأخرى في أمريكا الجنوبية ، حيث تبادل الزيارات والحضور الاجتماعي القوي في المناسبات المختلفة، والمظاهر العربية والإسلامية التي تراها في الشوارع من محلات ومطاعم ومدارس ومساجد مما يوحي إليك أنك في بلد عربي ، ونظراً لازدياد عدد المصلين داخل المسجد فالمسلمون هناك بحاجة لبناء مركز إسلامي متكامل يليق بمكانتهم ووضعهم داخل المدينة والدولة، ليكون معلما من معالم الحضارة الإسلامية في هذه البلاد البعيدة.
الهيئات الإسلامية في "الباراجواي" :
ليس هناك منظمات إسلامية بالمعنى المعروف سوى بعض المؤسسات ذات الطابع القومي أو الفردي، فهناك النادي السوري بالعاصمة، ويضم هذا النادي مسلمين ونصارى، وله نشاط في تعليم اللغة العربية، وهناك المركز العربي والإسلامي في "ستروستر" .
كيف نستطيع أن ندعم المسلمين في "الباراجواي" ؟
تحتاج الأقليات الإسلامية الموجودة في جميع دول العالم إلى الدعم بكافة أشكاله وصنوفه حتى يتمكنوا من مواصلة مسيرتهم الإيمانية والدعوية في مواجهة التحديات التي تقابلهم في تلك البلاد، كما أن هذه الأقليات المسلمة في كل مكان تحتاج إلى المساعدة المادية والمعنوية لإقامة المساجد وبناء المدارس، ونحو ذلك ما يعينهم على الاحتفاظ بهويتهم الإسلامية.
وفي جمهورية "الباراجواي" رغم المكانة التي يتمتع بها المسلمون والتي لاتتهيأ لغيرهم من الأقليات الإسلامية الأخرى في أمريكا الجنوبية، إلا أنهم يعانون معاناة شديدة بسبب بعدهم عن البلاد الإسلامية، وعدم الاهتمام اللازم من المؤسسات الإسلامية المحلية والعالمية بهم، وكذلك هم عرضة للذوبان في المجتمع لكثرة وسهولة طرق الانحراف إذا لم تتقدم الأيدي المخلصة لدعم وجودهم ومساعدتهم في الحفاظ على هويتهم.
ومن أهم صور الدعم الذي يحتاجه مسلمي "باراجواي":
- وجود مركزين إسلاميين أحدهما بالعاصمة والآخر بالقطاع الشمالي حيث ترتفع نسبة المسلمين .
- الحاجة إلى الكتب الإسلامية المترجمة إلى اللغة الاسبانية .
- إقامة بعض المدارس أو الفصول الملحقة لتعليم أبناء المسلمين قواعد دينهم قبل أن يذوب الجيل الصغير في المجتمع .
- دعم وجود المسلمين في مدينة " ثيوداد ديل ايستي " وتأسيس مركز إسلامي متكامل لهم.
- دعم مشروع بناء المركز الخيري الثقافي الإسلامي ليكون المقر الدائم للمسلمين في العاصمة " أسونسيون ".
- إرسال مكتبات متكاملة باللغة العربية والإسبانية، وبرامج الكومبيوتر، وغيرها من البرامج الإعلامية التي يحتاجها المسلمون.
- دعوة بعض الشخصيات الإسلامية في "الباراجواي" لحضور المؤتمرات المختلفة التي تعقد هنا وهناك لإيصال صوت المسلمين إلى إخوانهم في شتى بقاع الأرض .
نسأل الله أن يجزي خيرا جميع من يقدم العون للأقليات المسلمة في شتى بقاع الأرض
تاريخ الإصدار : 08-02-1437
تقييم المشرف :
روابط التنزيل