الرئيسية
قالوا عنا
حول الموقع
سجل الزوار
القائمة البريدية
راسلنا
خريطة الموقع
جديد الملفات
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
05-06-1444 02:00
يامن هواه أذله وأذلنا
خالد ال محمد الاسمري
عضو جمعية السلام انترناشيونال
باحث في مركز أبحاث الطب والجزيئيات- هولندا ---
اتعجب من البعض نصب نفسه كرائد من رواد التنظير والتدريب و أركان التنمية البشرية، او الذين ليس لهم لا شاة ولا بعير في التنظير، ولكن وجدو نوافذ كثيرة ليطلوا على الناس من خلالها كالسوشل ميديا ، هؤلاء البشر يطلقون عبارات لا يلقوا لها بالاً ، ويفهم جل الناس أن هذا الإنسان أنموذج حياة، وانه مثال احتذاء ، فيتبرمجوا على ما يفهمونه من هذه العبارات حسب أدمغتهم ، فالعبارات أو الالفاظ هي أوعية المعاني ، والناس سيتبرمجون على هذه العبارات الغير محبوبة وذلك مع الوقت ، لان عقولهم الباطنة قد تفهمها بشكلٍ خاطئ وفي البرمجة النفسية أن الانسان سيتبرمج بعد مضي ٢١ يوما لان الجهاز العصبي بما فيه السيالات العصبية هو الرائد والمسؤول عن هذه البرمجة خصوصًا اذا استمر على نمط معين ، وقد يكون هذا النمط صورة خياليه، مفهوم ، صوت ، أحاسيس ومشاعر ،فاذا استمرت هذه الصورة او العبارة طيلة هذه المدة مع وجود التركيز والكثافة الحسية والممارسة فياستير ! قد تمت البرمجة السلبية بنجاح. تكمن المشكلة اذا كانت العبارات التي يلوكها البعض كما يلي : :
اعط نفسك هواها، اعط نفسك راحتها وامنحها ما تريد، لست مرغما على هذا وذاك ، عش حياتك كما تريد ، عش حياتك بعيدا عن المنغصات حتى التي تعترضك في حياتك عند السعي وراء تحقيق الأهداف ، فيردد البعض :لست مجبرا على ان اكون كذا وكذا …..أو أفعل كذا وكذا ………، بالرغم ان البوصيري قال في ابيات الحكمة:
والنفس كالطفل إن تهمله شب على
حب الرضـــــاع وإن تفـطمه ينفطــم
وجاهد النفس والشيطان واعصهـــما
وإن هما محـــضاك النـــصح فاتــهــم
فاصرف هواها وحاذر أن تولــــــــــيه
إن الهـــــــوى ما تولى يصم أو يصــم
لو أعطيت نفسك هواها فستؤدي بك للمهالك أحيانًا ، لو تعطي نفسك هواها فستضيع أوقات واوقات ويضيع العمر بعد ذلك، لو أعطيت النفس ما تهوى ، فستأمرك ان تتناول الوجبات الضارة وانت بحالٍ مصاب بضغطٍ وسكري فتدخل المشفى وتخرج يومًا من الدهر على آلة حدباء محمول ،بحجة اعط النفس ما تهوى ، سأترك صلاة الجماعة وأصلي في البيت بجانب المكيف بنفس الحجة ، اعط نفسك راحتها ولا تذهب للعمل او للدراسة هذا اليوم، أعط نفسك هواها وضيع الوقت في مشاهدة الأفلام المكسيكية على حساب أهدافك المالية والمعرفية والجسدية، والحب والسلام على قلبك يا عزيزي .
وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : (حُفَّتِ الجَنَّةُ بالمَكارِهِ، وحُفَّتِ النَّارُ بالشَّهَواتِ) رواه مسلم
فالنار كما في الحديث محفوفة بالشهوات والجنة حفت بالمكاره ، وهو امر فيه تحذير شرعي لنا جميعا ، ولذلك احذروا بوركتم من الضياع والشرود في غياهب الدنيا طردا وراء الملهيات.
فالأم مثلا قد تبرمج نفسها على المضيعات والملهيات على حساب الاهتمام بالبيت والزوج وتربية الابناء وهي تردد (قلبي الصغير لا يحتمل )، فتضيع التربية ويحصل الطلاق .
كما أن الأبن يتسكع في المقاهي ويتفشخر بتصوير اللاتيه كاتبا (القهوه صنعت للتصالح مع الاوجاع) وهو لم يرالشوك في حياته الا في كتاب العلوم ،وعلى شاكلة هذه العبارات التي ابتلينا بها في الميديا وضمن شعارات البعض، فساهمت في طغيان المادة وإفلاس الأرواح حتى أصبحت قلوب البعض أفرغ من فؤاد أم موسى ، وهذا هو حال من يعيش في عالم الأشياء.
والصحيح ان تبرمج نفسك على ما يجب ان تكون عليه لتحقيق اهدافك الحقيقة التي تسمو بك في مسيرة حياتك، وبصحتك وبمصيرك المادي والمعرفي وبجسدك الذي يجب ان يكون سليمًا صحيحًا ولذلك عزيزي القارئ برمج نفسك على ان تكون في المسار الصحيح واحذر ان تكون تبعًا لما تريده نفسك اذا كانت في المسار الخاطئ
حتى ابناءك يجب ان تعلمهم ان يمسكوا بخطام أنفسهم ويسيروها هي للمسار الذي يجب ان تكون عليه وليس ما تريد.
وقد نبه الصالحون من إتباع الهوى ومطاوعة إبليس ومن الانجراف وراء الملهيات والملذات وحذر الكثير من الائمه من إعطاء النفس هواها والميل الى ما تريد عملا بقوله عزوجل (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات: 40,41]
ونبي الرحمة قام الليالي حتى تفطرت قدماه، وأصيب بالجراح في غزوات عده والصالحون تألمو وعانو في سبيل الاهداف السامية، وحرم كثير من الصالحين أنفسهم المتع الزائفة، وبهرجات الحياة وانشغلوا بما هو أهم.
قال علي بن ابي طالب: إنما أخاف عليكم اثنتين: اتباع الهوى، وطول الامل، أما اتباع الهوى فإنه يصد عن الحق، وأما طول الامل فينسي الآخرة.
رحم الله المتنبي الذي قال:
لولا المشقة ساد الناس كلهم
الجود يفقر والإقدام قتال
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.