مجلة روائع

المشرف العام و رئيس التحرير : سعد بن جمهور السهيمي




جديد الملفات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
اخبار محلية وعربية ودولية
محبة الله غذاء الروح -- سعد بن جمهور السهيمي
محبة الله غذاء الروح --  سعد بن جمهور السهيمي
05-20-1444 01:59
(محبة الله غذاء الروح ---)
سعد بن جمهور السهيمي


اعلم أيها الحبيب إن الحب الحقيقي في حياة الإنسان هو محبة الله عز وجل والتقرب اليه، فهذا الفعل هو نور الحياة، وغذاء البدن والروح.. فبحبنا لله عز وجل وطاعته فيما يحب ويرضى يرتفع به الأيمان ويزداد الشوق لله بكثرة ذكره وشكره ويصبح ذكره ألذ واطيب ما ينطق به اللسان وبذكره تطمئن القلوب (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
ولا شك أن التعلق بذكره، أمر يسعد صاحبه في الدنيا والآخرة ويجعل حياته كلها سعادة دائمة " فالمحبة ليست قصصاً يرويها اخرون، كما يقول ابن القيم رحمه الله تعالى (بتصرف). (1 ).
وليست المحبة كلمات تقال ويلقيها الناس باللسان، وإنما هي طاعة لله جل وعلا ، والمرء حين يتلذذ بذكر ربه يحتار ماذا يختار من ذلك الذكر المتعدد ،ويزداد منه ويختار من اطيب الكلام فبذكرك للبارئ الرحمان جل شأنه تكون نفسك مطمئنة ومرتاحة من كل الهموم والغموم .
أيها الحبيب إن المحبة الحقيقية لله هي أن يعمل العبد بمنهاج رسوله صلى الله عليه وسلم، وأفضل ما تستجلب به محبة الله -عز وجل- فعل الواجبات، وترك المحرمات ثم بعد ذلك الاجتهاد في نوافل الطاعات، وترك دقائق المكروهات والمشتبهات وكذلك من الأعمال التي توصل إلى محبة الله تعالى وهي من أعظم علامات المحبين له سبحانه : كثرة ذكر الله عز وجل بالقلب واللسان… قال بعض التابعين: "علامة حب الله كثرة ذكره، فإنك لن تحب شيئاً إلا أكثرت ذكره، فالمحبون إن نطقوا بالذكر، وإن سكتوا اشتغلوا بالفكر
وكما يقول القائل:

فإن نطقت فلم ألفظ بغيركم وإن سكت فأنتم عند إضماري ( )

فالذي يحب الله عز وجل تجده يكثر دائما من ذكره على جميع أحواله، فالناسي له لا يكون محباً كامل المحبة: "واعجباً لمن يدعي المحبة ويحتاج إلى من يذكره بمحبوبه، فلا يذْكُره إلا بمذكِّر! وأقل ما في المحبة أنها لا تنسيك تذكر المحبوب.

ذكرتك لا أني نسيتك ساعة وأيسر ما في الذكر ذكر لساني"

نعم يكون الذكر طاعة لله جل وعلا وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم وإلا كيف تكون المحبة بلا ذكر لله جل شأنه وامتثال لأوامره، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}" (2)
فجعل سبحانه متابعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- سببا لمحبتهم له، وكون العبد محبوباً لله أعلى من كونه محباً لله فليس الشأن أن تُحب الله فحسب، ولكن الشأن أن يحبك الله.
وذكر بعض السلف: أن سبب نزول آية المحنة السابقة وهي قوله تعالى {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }، كما ذكر ابن جرير الطبري (أن قومٌ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم: قالوا يا محمد، إنا نحبّ ربنا! فجعل اتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم عَلَمًا لحبه، وعذاب من خالفه، كان بسبب ادعاء قوم محبة الله وهم غير صادقين فالطاعة للمحبوب عنوان محبته، كما قيل:

ومن لو نهاني من حبه ---- عن الماء عطشان لم أشرب.

ألا وإن من أعظم الدرجات التي حرص على بلوغها المؤمنون الصادقون، محبته والتقرب اليه وطاعته، لعلمهم أن االله إنمـا خلـق الخلق لمحبته وطاعته. ولذلك أحب المؤمنون خالقهم الحب العظيم، فامتلأت قلوبهم بـذلك الحـب، فأعانتهم هذه المحبة على الانقياد والتسليم لمحبوبهم، فأحسوا بطعم الإيمـان وذاقـوا حلاوتـه، فعاشوا في نعيم في هذه الدنيا لا يعرف طعمه غيرهم، ونسأل الله ان يرزقنا حبه وحب من يحبه وكل عمل يقربنا الى حبه إنه جواد كريم.

1-- سورة آل عمران-آية -(31)-
2-بدائع الفوائد جزء 3-صفحة 735


تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 244


خدمات المحتوى



تقييم
4.32/10 (9 صوت)


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.