مجلة روائع

المشرف العام و رئيس التحرير : سعد بن جمهور السهيمي




جديد الملفات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
اخبار محلية وعربية ودولية
**واقع الإنسان بعد الموت بين الحسنات والسيئات الجارية سعد بن جمهور السهيمي **
**واقع الإنسان بعد الموت بين الحسنات والسيئات الجارية   سعد بن جمهور السهيمي **
10-09-1444 04:56
اخترت آية لها قصة نزول لتكون المدخل للحديث عن عنوان مقالي هذا وهي قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ َعظِيمٌ*يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) (1)وسبب نزولها ما رواه عمران بن حصين; أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لما نزلت "يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم" إلى قوله" ولكن عذاب الله شديد" قال: أنزلت عليه هذه، وهو في سفر، فقال " أتدرون أي يوم ذلك? فقالوا: الله ورسوله أعلم قال: ذلك يوم يقول الله لآدم: ابعث بعث النار قال :يا رب، وما بعث النار؟ قال: تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة "فأنشأ المسلمون يبكون، فقال رسول اللهﷺ قاربوا وسددوا، فإنها لم تكن نبوة قط إلا كان بين يديها جاهلية " قال:" فيؤخذ العدد من الجاهلية ، فإن تمت وإلا كملت من المنافقين وما مثلكم والأمم إلا كمثل الرقمة في ذراع الدابة، أو كالشامة في جنب البعير ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة" فكبروا ثم قال "إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة" فكبروا ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، فكبروا، قال: ولا أدري أقال الثلثين أم لا؟ وكذا رواه أحمد عن سفيان بن عيينة ، ثم قال الترمذي أيضا: هذا حديث حسن صحيح .هنيئاً لمن كان حسابه يسير فاتقوا لا الله تعالى وأطيعوه ، فبتقواه تستجلب معيته ونصره وتأييده كما قال سبحانه وتعالى (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)(2) ،وليكن المسلم في عمل دؤوب لجريان الأجور في ميزان حسناته بعد موته وليكن أيضا على حذر شديد من جريان السيئات عليه بعد موته،(3) يقول تعالى(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ)(4)،وهذه الآية نزلت كما ذكر أبي سعيد الخدري قال: شكت بنو سلمة إلى رسول الله ﷺ بعد منازلهم من المسجد، فأنزل الله تعالى ونكتب ما قدموا وآثارهم فقال النبي ﷺ: عليكم منازلكم فإنما تكتب آثاركم" رواه مسلم (5)

لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا

يقول المفسرون: "تسجل لهم وعليهم أعمالهم التي عملوها في الدنيا سواء أكانت اعمال صالحة أو غير صالحة وتسجل لهم أيضا آثارهم التي تركوها بعد موتهم سواء أكانت صالحة كعلم نافع وصدقة جارية أم غير صالحة. والخاسرون ينتظرون يوم عظيم مهول شديد, تعرض فيه الأعمال التي سجلتها الملائكة نسأل الله السلامة من ذلك يقول جل وعلا (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَاب لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) (1) ،وفي هذا اليوم العظيم ينبأ الإنسان بجميع أعماله(يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ) (2)،فهنا قد يفاجئ الإنسان بسيئاتٍ عظيمة, لم يكن عملها هو بنفسه ولا باشرها بيده ,لكنها كتبت عليه، سيئات كالجبال مهلكةٍ لصاحبها, من أين أتت؟ وكيف كتبت ؟إنها السيئات الجارية وما أدراك ما السيئات الجارية؟ سيئات تكتب على صاحبها في قبره سيئات مستمرة متواصلة لا تتوقف أبداً ولاتزال تكتب وتسجل كل يوم يقول تعالى: "لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ)" والأوزار جمع وزر وهو الشيء الثقيل والمراد بها الذنوب والآثام التي يثقل حملها على صاحبها يوم القيامة، لأنها متواصلة إلى يوم القيامة؟ قال تعالى (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ َمَّا كَانُوا يَفْتَرُون" (4) اعاذنا الله من ذلك، ومعلوم أن الناس بعد الممات ينقسمون إلى قسمين باعتبار جريان الحسنات والسيئات عليهم: القسم الأول من يموت وتنقطع حسناته وسيئاته على السواء فليس له إلا ما قدَّم في حياته الدنيا.
القسم الثاني: من يموت وتبقى آثار أعماله من حسناتٍ وسيئاتٍ تجري عليه، وهذا القسم على ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: من يموت وتجري عليه حسناته وسيئاته، فمثل هذا يتوقف مصيره على رجحان أيٍ من كفتي الحسنات أم السيئات.
الصنف الثاني: من يموت وتنقطع سيئاته، وتبقى حسناته تجري عليه وهو في قبره، فينال منها بقدر إخلاصه لله تعالى واجتهاده في الأعمال الصالحة في حياته الدنيا فيا طيب عيشه ويا سعادته
الصنف الثالث :من يموت وتنقطع حسناته، وتبقى سيئاته تجري عليه حتى يأتي يوم القيامة إلا اذا توقف من اخذوها منه اولهم وآخرهم فلا بد من التنبه لهذا لأن كثيرٌ من الناس يغفلون عن مسألة السيئات الجارية وخطورة شأنها، نسأل اله أن يقينا واياكم ذلك.

تساؤل
هناك تساؤل قد يطرحه البعض وهو إذا كانت السيئة بسيئة والحسنة بعشر فلماذا يدخل اكثر الناس النار؟ والجواب أن الله سبحانه فتح أبوابه لعباده لكن أولئك يبخلون على أنفسهم بالنهل من الحسنات بالعمل والنية الصالحة، فكل من نوى حسنة تكتب له على نيته الحسنة، يقول صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربهِ تباركَ وتعالى قَالَ :إنَّ اللهَ كَتَبَ الحَسَنَاتِ والسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّينَ ذلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَها اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالى عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً وَإنْ هَمَّ بهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ عَشْرَ حَسَناتٍ إِلى سَبْعمئةِ ضِعْفٍ إِلى أَضعَافٍ كَثيرةٍ وإنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ تَعَالَى عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلةً وَإنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً)(1) عن أبي كَبْشَةَ الأَنَّمَارِيُّ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ المَنَازِلِ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَلَا يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَخْبَثِ المَنَازِلِ، وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلَانٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ ) .
وقال الترمذي عقبه : " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ " ، وصححه الألباني في " صحيح سنن الترمذي " .
والحديث يدل على أنه تكفي النية حتى يتحقق هذا الجزاء ، ولكن يشترط لذلك أن يكون عاجزا عن العمل ، فإن كان قادرا على العمل كله أو بعضه : فإنه يفعل ما يستطيع منه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" من نوى الخير وعمل منه مقدوره ، وعجز عن إكماله : كان له أجر عامل " انتهى من " مجموع الفتاوى " (22/243) .
وقال رحمه الله أيضا :" الْمُرِيدُ إرَادَةً جَازِمَةً ، مَعَ فِعْلِ الْمَقْدُورِ : هُوَ بِمَنْزِلَةِ الْعَامِلِ الْكَامِلِ " انتهى من " مجموع الفتاوى " (10/ 731) . ورواه الترمذي " وقال: حديث حسن صحيح) (2)

كيف أحمي نفسي من السيئات الجارية بعد الموت؟
كما أنه لو سأل سائل كيف أحمي نفسي من السيئات الجارية بعد الموت؟ فما هو الجواب ؟ وأقول أن المسلم المؤمن بربه وبرسالة نبيه صلى الله عليه وسلم عرف الجواب فورا لأنه واضح ولا يحتاج إلا اتباع صحيح للحبيب صلى الله عليه وسلم والسير على نهجه فهو بوابة النجاة لنا عندما نتبع أوامره ونجتنب ما نهانا عنه وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم :قال(كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل يا رسول الله، ومن يأبى ؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى)صحيح البخاري (3) "هذا هو المعيار الحقيقي للمؤمن أن يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يبتدع في الدين ولا يأتي بكلام مضل ينسبه للحبيب صلى الله عليه وسلم فيأخذ به الجهلة ثم ينشرونه فيكون الناشر الأول هو الذي عليه اثم كل من اتبع ضلالته حيا وميتا إلا من تاب مما قال قبل موته ونشر براءته من تلك الضلالة كذلك أن يترك كل فعل يفعله مخالف لنهج الحبيب صلى الله عليه وسلم في الأمور المباحة وغير المباحة ونشره بين الناس حتى لا تكون من السيئات الجارية عليه بعد موته ,هذا والله اعلم وصلى الله عليه وسلم .

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 198


خدمات المحتوى



تقييم
4.13/10 (10 صوت)


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.