مجلة روائع

المشرف العام و رئيس التحرير : سعد بن جمهور السهيمي




جديد الملفات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
اخبار محلية وعربية ودولية
"فضائل العشر ويوم عرفة واجورها " سعد بن جمهور االسهيمي "
12-04-1446 07:48
فضائل العشر ويوم عرفة واجورها "
تعد أيام عشر ذي الحجة من أفضل الأيام في السنة الهجرية ،تطلق العشر على التسع الأيام التي تسبق يوم عيد النحر أو عيد الأضحى عند غير الحاج ، فمثلا عندما يقال صيام عشر ذي الحجة ، لأن يوم العيد لا يحسب منها، فيقال: عشر ذي الحجة، والمراد التسع، التي يتعلق بها الصيام، ويوم العيد لا يصام بإجماع أهل العلم، فإذا قيل: صوم العشر، يعني معناها: التسع، يأتي آخرها يوم عرفة، وصيامه مستحب، وبعضهم قال سنة مؤكدة ، وروي عن النبي ﷺ أنه كان يصومها ، وقال فيها: "إن العمل فيها أحب إلى الله من بقية الأيام"، حيث قال أيضا عليه الصلاة والسلام : ما من أيامٍ العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء، فهذه العشر مستحب فيها الذكر، والتكبير، والقراءة، والصدقات، ويسن فيها الأضحية في يوم العيد وايام التشريق للحاج وغير الحاج وإن كان الحاج الذبح عنده للنسك ، والأضحية عنه وعن اهل بيته .

الصوم فقط لغير الحاج أو من لديه نسك
أما الصوم فيستحب لغير الحاج، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه، وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة ، وصيامه سنة مؤكدة ولكن ليس بواجب فهو يكفر السنة التي قبله والتي بعده، حيث قال ﷺ: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده". "رواه مسلم"، لكن من أحرم بالعمرة متمتعًا بها إلى الحج، فإنه يلزمه أن يذبح هديًا، فإن لم يجد الهدي فعليه صيام ثلاثة أيام في الحج, وسبعة إذا رجع إلى أهله؛ لقوله تعالى: فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ {البقرة:" 196"، ويستحب الإكثار من الدعاء في يوم عرفة : يستحب في هذا اليوم العظيم الدعاء للنفس وللغير، في اتجاه القبلة، وخير الدعاء في يوم عرفة، ما جاء عن رسول الله ﷺ: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحي، ويميت، وهو على كل شيء قدير"ويكثر من التسبيح "سبحان الله"، والتكبير "الله أكبر"، والتهليل "لا إله إلا الله، ".
كما اختص الله صوم عرفة بالعتق من النار، حيث قال ﷺ: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة" (رواه الترمذي ،وأما يوم العيد لا يصام عند جميع أهل العلم، لكن فيما يتعلق بالذكر، والدعاء، والصدقات، فهو داخل في العشر، ويوم العيد.

من فضائل يوم عرفة
-أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة: ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال أي آية؟ قال: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " سورة المائدة:3. قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم: وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
-أنه يوم عيد لأهل الموقف:
قال صلى الله عليه وسلم: يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب رواه أهل السنن. "
-أنه يوم أقسم الله به:
والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى: "وشاهد ومشهود " سورة البروج-3-، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة.. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: والشفع والوتر الفجر:- 3-، قال ابن عباس: الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة. وهو قول عكرمة والضحاك.
-أنه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم:
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان - يعني عرفة - وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذر، ثم كلمهم قبلا، قال: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ الأعراف:172-173، رواه أحمد وصححه الألباني، فما أعظمه من يوم وما أعظمه من ميثاق.
-أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف:
ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلا؟
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا. رواه أحمد وصححه الألباني.

ليس فقط للحاج
إن يوم عرفة ليس فقط للحاج، بل إنه حتى لغير الحاج، كما جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة". وأشار بعض أهل العلم بالقول إن العتق من النار في يوم عرفة أكثر من ليالي رمضان، وإن الله ليدنو من عباده فيباهي بهم الملائكة.

أيهما الأفضل
وهناك افضلية للعشر الأواخر من رمضان أفضل من جهة الليل؛ لأن فيها ليلة القدر، والعشر الأول من ذي الحجة أفضل من جهة النهار؛ لأن فيها يوم عرفة، وفيها يوم النحر وهما أفضل أيام الدنيا، هذا هو المعتمد عند المحققين من أهل العلم، فعشر ذي الحجة أفضل من جهة النهار، وعشر رمضان أفضل من جهة الليل؛ لأن فيها ليلة القدر وهي أفضل الليالي،
فنسأل الله التوفيق للحجاج في إتمام حجهم من بدايته الى نهايته باتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يحفظهم الله من كل مكروه ، ولنا ولبقية المسلمين غير الحجاج أن يتقبل منا ومنهم صالح الأعمال إنه ولي ذلك والقادر عليه .

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 109


خدمات المحتوى



تقييم
1.00/10 (1 صوت)


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.