مجلة روائع

المشرف العام و رئيس التحرير : سعد بن جمهور السهيمي




جديد الملفات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
اخبار محلية وعربية ودولية
"مواقف الجيران وهذه القصة ."سعد بن جمهور السهيمي"
03-13-1447 10:10
لم يكن يدر بخلدي عندما سمعت عن خلافات تقع بين الجيران أو قطيعة متعمدة بينهم أن يصل الأمر إلى ألا يعرف الجار جاره، وهذه (والله) مصيبة أن تمر الأيام والسنون وجيران لا يلقون بعضهم بعضا حتى في ملتقى المسلمين اليومي "المسجد" لأنه للأسف بعض الجيران لا يكلف نفسه مئونة السؤال عن جاره الذي يقطن بجواره أو قريبًا منه، بل إن بعضهم لا يرى أهمية لأن يتعرف على جيرانه حتى وإن حاول الآخر التقرب منه أو محاولة التعرف عليه!! فلماذا يحدث مثل هذا في مجتمعاتنا ؟ وهل أصبحت أهمية الاهتمام بالجار إلى هذا الحد معدومة؟ إن ما جعلني أطرق الحديث في هذا الموضوع المهم هو ما ألاحظه شخصيًا وما ألمسه من جيران تجاه جيرانهم من تجاهل، وليت الأمر انتهى عند هذا الحد؛ لكن نجد أن بعض الجيران لا يتورع عن أذية جيرانه وتهديدهم غير أبه بالعاقبة يوم المعاد، وكأنه نسي أو تناسى قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "وما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"، وقد اخبرني صديق كان يتحدث بحرقة عن عدم زيارة جيرانه له، ويقول أمضيت عدة أعوام بجوار جيراني لم أجد أحدًا منهم يطرق بابي، بل إنني أتحين الفرصة لزيارتهم ولكن الأبواب مؤصدة .هذا فقط في الزيارات التي تزيد الألفة والمحبة بين الجيران ويرفضها البعض ، فكيف لو كان الأمر الوقوف معه في قضاء حوائجه .

نخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ
ولعل مناسبة الحديث عن قضاء حوائج الناس والأخص الجيران ثم غيرهم دفعني لاستعرض ، حادثة وقعت في عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، من أروع القصص التي تذكر عن صحابته ووقوفهم مع إخوانهم رغبة في كسب الأجور، فهذه القصة للصحابي في هذا الحديث لابي الدحداح رضي الله عنه التي رواه الإمام أحمد (12482) ، وابن حبان (7159) ، والحاكم (2194) عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ : إِنَّ لِفُلَانٍ نَخْلَةً ، وَأَنَا أُقِيمُ حَائِطِي بِهَا ، فَأْمُرْهُ أَنْ يُعْطِيَنِي حَتَّى أُقِيمَ حَائِطِي بِهَا .فقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَعْطِهَا إِيَّاهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ ) .فأَبَى .فَأَتَاهُ أَبُو الدَّحْدَاحِ فَقَالَ: بِعْنِي نَخْلَتَكَ بِحَائِطِي فَفَعَلَ .فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ النَّخْلَةَ بِحَائِطِي. قَالَ: فَاجْعَلْهَا لَهُ ، فَقَدْ أَعْطَيْتُكَهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَمْ مِنْ عِذْقٍ رَدَاحٍ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ ) قَالَهَا مِرَارًا. فَأَتَى امْرَأَتَهُ فَقَالَ: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ اخْرُجِي مِنَ الْحَائِطِ ، فَإِنِّي قَدْ بِعْتُهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ . فَقَالَتْ : رَبِحَ الْبَيْعُ - أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا " .وقال الحاكم: الحديث صحيح على شرط مسلم " ، وكذا صححه الألباني في " الصحيحة "(2964) على شرط مسلم عليه وسلم " ، فهذه حادثة واحدة فقط لوقوف صحابته مع بعضهم البعض ، ناهيك عن مواقف كثيرة لا بتسع المقام لذكرها وهي على سبيل المثال ، لا الحصر ، فما أحوجنا إلى التأسي أولاً بالمصطفى صلى الله عليه وسلم في جميع أمور حياتنا ، وأن أن نزنها بميزان الشرع حتى نكون سائرين على الطريق الصحيح.، ثم نتذكر مواقف الصحابة مع إخوانهم وحرصهم على الأجور، وتقديم أموالهم مقابل ذلك كما فعل ابي الدحداح الذي فرج كربة ذلك الصحابي رضوان الله عليهم جميعا وفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى انه جواد كريم .

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 131


خدمات المحتوى



تقييم
1.00/10 (75 صوت)


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.