جديد الملفات
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
الأخبار
|
  مقالات
 لا تعش حياة الآخرين ------ بقلم خالد حسن ال محمد الاسمري
|
01-23-1442 06:55
عضو جمعية السلام انترناشيونال – باحث بمركز الأبحاث الطبية والجزيئات - هولندا
البعض لا يفرق بين الاستفادة من حياة الآخرين وأخذ العظة والعبر منها، وأن في سِفر حياتهم محطات وفي ثنايا سيرهم دروس مستفادة، وبين أن أتصرف وأعيش كما عاشوا تماماً .الصحيح لكل آدمي على وجه البسيطة أن يعيش كما يحب وقبل ذلك كما يحب ربنا ويرضى .أنت لست صورة طبق الأصل لأبيك، أو لخالك ، أو حتى الجهبذ والعالم ، أو البروفيسور الفلاني الذي يجب أن تعيش كما عاش ، وأن تفكر بنفس الطريقة التي يفكر بها فكل شي مختلف عن الآخر في جوانب عدة ، فلن أعيش في جلباب أبي .
وفي بيت شعر لطرفة بن العبد يقول فيه :
وظلم ذوي القربي أشد مضاضةً على المرء من وقع الحسام المهند
أنا بالنسبة لي شخصياً ظلم البعيد أشد مرارة ومضاضة وغضاضة من ظلم القريب لي ، فهذا أهون علي من ذلك البعيد الذي يتجهمني .يوجد في عالم السير وخلال الكرونولوجيا أن أمام الإنسان فرص عظيمة مطروحة لعله يستفيد منها فحياة الآخرين هي التي أوصلتهم لمآربهم مثل صفة أو عادة (الصبر) ، وأن العسر سيعقبه لا محاله يسر من الله ،كما أن للصبر أيضاً حدود فليس مقدار الصبر في حياتي يجب أن توازي مقدار الصبر في حياة الآخرين ؛ لأن ما أعاني منه ليس ينطبق تماماً على ماعانوا منه ؛كما أن مقدار الصبر نفسه يفترض ألا يكون أكبر من مقدار أو حتى يوازي الشئ الذي من أجله نصبر ونكدح فنكون كحاطب ليل عندئذ .
وعادة (المرونة )أو (التضحية) لا يفترض أن توازي مقدار وعدد التضحيات التي لدى الآخرين ، فلكل عادة كريمة أيضا أبعاد يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار .
. إن حياة الآخرين الناجحين لاتنطبق على حياتي فرغباتهم ليست كرغباتي أصلاً ، لأن الناس مشارب ومآرب فخصائصهم وشخصياتهم تختلف كاختلاف فصائل الدم بين الناس ،و بصمة الإبهام ،و توزيع الخلايا العصبية والمخروطية في شبكية العين . والبعض يؤمن بموضوع الأبراج وصفات وشخصيات مواليد كل برج هذه من ناحية أخرى ، ولعل القارئ الكريم سمع بأنه بزغ علم الطب الشخصي (Personal Medicine) الذي ذاع صيته مؤخراً في عالم الطب والذي فيه قد يكون المسبب والتشخيص والتدابير العلاجية لمريض تختلف عن مريض آخر لذات الداء . هناك مركبات كيميائية تسمى( أيزوميريز) تتطابق في عدد ذرات الكربون والهيدروجين والأكسجين ولكن تختلف في التوزيع أو التهيئة الفراغية ( spatial configuration ) فيتشكل لنا مركب مختلف في صفاته الفيزيائية والكيميائية عن البقية رغم التطابق المذكور. هذا تماما ينطبق على حياتي وحياتك وحياة الآخرين ؛ نتشابه في الآدمية ونختلف تماماً في غيرها ولكن هناك استراتيجيات مارسها الناجحون الفالحون المكافحون يجب وأقول يجب أن يستفاد منها، مثل خلق العادات التي يعتبرونها مهمة في حياتهم وهي التي أوصلتهم للنجاح والفلاح ؛ هذه العادات تدرس اليوم في علم التنمية البشرية تحت مسمى استراتيجيات النجاح . في هذا الحقل يؤكد المدربون والخبراء على خلق عادات مهمة من شأنها أن توصلك لماتريد، قد تسجلها وأكرر تسجلها أي تدونها بخط يدك بعد أن تستعين ربما بخبراء في هذا المجال ثم تسير عليها تماما وهي التي توصلك ببر الأمان الى أهدافك المراد تحقيقها ، هذه العادات هي التي يجب أن تطبقها في حياتك مثل عادة : الممارسة والتكرار - كتابة الخطط (حبر على ورق )- المرونة - تحديد المؤثر والسلوك ومكافأة نفسك - الاستمتاع بالعمل دون التضجر ......الخ
أما أن تكون سريع الذوبان في حياة الآخرين وتقلدهم في كل شيء وتكون نسخة منهم فهذا سوء فهم وحماقة.
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|
الرئيسية
الصور
المقالات
البطاقات
الملفات
الجوال
الأخبار
الفيديو
الصوتيات
0 | 
0 | 
291
