مجلة روائع

المشرف العام و رئيس التحرير : سعد بن جمهور السهيمي


جديد المقالات



جديد الملفات

جديد الأخبار

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

06-23-1436 05:34

طموحات شبابية تحتاج خطوة أولى
image


سعد بن جمهور السهيمي

يلزم المسلم القوي أن تكون لديه نفسية قوية، فإذا أخطأ أو حصلت له مشكلات، فليقل: ''قدر الله وما شاء فعل''. ويبدأ مشواره من جديد من نقطة الإخفاق الأولى، ويعمل للمستقبل الذي هو في علم الغيب، وقد ذم النبي -صلى الله عليه وسلم - التواني والكسل، وأن نستعين بالله جلا وعلا، ونستفيد من النصائح والأدعية التي كان يعلمها المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لأمته، ولعل ما يمكن أن يقال في لحظات الكسل والتواني ومنها الدعاء الذي حثنا عليه دوما وأبدا عن ضعف النفس وهو من أجمل الأدعية التي تعود بالنفع على المسلم مصداما لحديث المصطفى - عليه الصلاة والسلام -، وهذا يمكن أن يستفيد منه المؤمن وهو ما نتمنى أن تصل همة كل مسلم إليه والدعاء الذي حثنا عليه في هذه المواقف الحزينة والتي يكثر فيها الكسل والخمول هو قوله - صلى الله عليه وسلم: ''اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال''.

يتعوذ الفرد المسلم صباحًا ومساءً من ذلك، ولا يتحسر الإنسان على ما فات، وليعيد الكرة، ويحرص على ما ينفعه.

يقول - صلى الله عليه وسلم: ''احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل''، ولا تستمر في لوم نفسك ولاتعش على ماض تتحسر عليه، والمعلوم عند الأطباء النفسيين أن لوم النفس يورث الاكتئاب.

ولا ينسى أحدنا عندما يصيبه بلاء أو حزن أن يتذكر قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم: ''حسبنا الله ونعم الوكيل، وهو كلام مؤصل شرعيًا مما درج على قوله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يوجه أصحابه، وليكن ما ذكر توجيهًا دائمًا للأمة الإسلامية وأبنائها، ولعل ما دعاني أركز على هذا هو ظهور مثل هذه العبارات المستقاة مما يرد في ذهن بعض الناس من الضيق بالحياة، وأن الطرق قد سدت في وجوههم، وخصوصًا ما يتعلق بالعمل والبحث عنه، ولو حرص أحد هؤلاء على دعاء الله - سبحانه وتعالى - واستمر في البحث فإنه لن يعدم خيرًا شريطة ألا يحرص على الراتب الكبير من البداية.

فالدنيا تغيرت ليست كالسابق، كذلك لا يشترط وظيفة معينة إذا لم تتحقق توقف عن الحركة والبحث سواء في القطاع الخاص أو العام، أو حتى بدايته بمشروع صغير لعل الله يفتح له.

وكلما كان مرتبطًا بالله ويدعوه باستمرار، تيسرت أموره.

أعرف صديقًا بدأ عمله في مطعم يقدم ''الكبدة'' في الرياض وكان عصاميًا ونجح في عمله نجاحًا باهرًا، وعندما وقف المحل وأصبح معروفًا بدأت العروض تتجه إليه لبيع المطعم وأمام ذلك قرر بيعه، وعمل مطعمًا في مكان آخر، لكن لم ينجح كالسابق، فاتجه إلى حراج السيارات وعمل شريطيا في حراج السيارات فترة ثم ترك ذلك العمل، وفتح محلاً تجاريًا في الحراج، ووفقه الله وأصبح ذا مكانة طيبة في ذلك السوق، وكل ذلك بسبب جديته وحرصه على العمل المتواصل، وعدم التراجع عندما تعرض لبعض الفشل .. ولذلك فإنه بمزيد من التحدي والصمود يستطيع الإنسان طرق أبواب كثيرة، وما ذكرت ما هو إلا على باب من تلك الأبواب المتعددة، إذا كان هناك عديد من الشباب الذين بدأوا من الصغر ففتح الله عليهم والرزق بيد الله وليس بيد أحد غيره.

إنما على العبد أن يسلك طريقه ويجتهد وسيجد النتيجة - بإذن الله. فقط عليه ألا ييأس ويعلم أن الله لا يعزبه شيء في الأرض ولا في السماء وليربط نفسه بربه ويدعوه وهو سيجيب دعوته مصداقًا لقوله تعالى: }وقال ربكم ادعوني أستجب لكم{، لكن عليه ألا يستعجل في دعائه ويستمر وسيرى ثمرة دعائه وقربه من ربه .. إنه القادر على كل شيء .. وفق الله الجميع لما فيه الخير

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1081



خدمات المحتوى


الكاتب :رئيس التحرير
تقييم
5.84/10 (11 صوت)


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.