الرئيسية
الملفات
|
شئون اسلامية معالي الشيخ بن حميد في احدى خطبه : أن من الأسباب المعينة على الثبات العمل بالشرع، وملازمة كتاب الله، |
01-26-1446 01:27 قال إمام وخطيب المسجد الحرام معالي الدكتور صالح بن حميد المصلين في يوم الجمعة بالمسجد الحرام أن الثبات على الدين مطلب عزيز ، ولزوم الجادة مقصد ثقيل يحتاجه المسلم في حياته كلها، ثبات أمام الشبهات ، وثبات أمام الشهوات ، وثبات أمام الفتن. وعن سبرة بن فاكهة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أن يزيغه أزاغه ، وإن شاء أن يقيمه أقامه ، رواه ابن أبي عاصم في السنة ، وصححه الألباني . وعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قلب ابن آدم أشد تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانَها" . رواه أحمد وغيره. وعن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، فقلت يا رسول الله : آمنا بك ، وبما جئت به فهل تخاف علينا ؟ قال : نعم ، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء" . رواه الترمذي بسند صحيح . معاشر الإخوة : والخوف من الزيغ بعد الاستقامة ، والضلالِ بعد الهدى حاضر في صدور الربانيين الراسخين في العلم أولي الألباب. يقول الإمام بن بطة العكبري رحمه الله : اعلموا - رحمنا الله وإياكم - أن من شأن المؤمنين وصفاتهم وجودَ الإيمان فيهم ، وداومَ الإشفاق على إيمانهم ، وشدةَ الحذر على أديانهم ، فقلوبهم وجلة من خوف السلب، قد أحاط بهم الوجل ، لا يدرون ما الله صانع بهم في بقية أعمارهم ، حذرين من التزكية ، متبعين لما أمرهم به مولاهم الكريم، خائفين من حلول مكر الله بهم في سوء الخاتمة ، لا يدرون على ما يصبحون ويمسون. ويبن معاليه أن الحكماء يقولون : قد يكون تحت صفاء الأوقات غوامضُ الآفات ومن أجل أن يحذر العبد من هذه الانتكاسات والتقلبات فعليه بمراقبة ربه في السر والعلن ، والظاهر والباطن ، وحفظِ وقته ، ولسانه ، والجدِّ في عمله ، والبعدِ عن الغلو والجفاء ، وليحذر الهوى ، والعجبَ ، والرياء . قال أهل العلم : الطاعة توجب القرب من الرب ، والمعصية توجب البعد عن الرب ، وكلما اشتد القرب قوي الأنس ، وكلما زاد البعد قويت الوحشة . وأوضح أن أهل العلم ذكروا جملة من الأسباب المعينة على الثبات منها : العمل بالشرع، ومنها : ملازمة كتاب الله، ومنها صحبة الأخيار، ومنها : البعد عن مواطن الشبه : شهوات ، وشبهات (من سمع بالدجال فلينأ عنه). معاشر الإخوة : لا صلاح إلا بالثبات ، ولا نجاة إلا بالإخلاص ، والقلب أحق ما حُرِس ، والجوارح أكرم ما حُمي . وما صدق صادقَ فُردَّ ، ولا طرق البابَ مخلصٌ فَصُدَّ . والله كاف عبده ، وكلما زادت طاعة العبد ازدادت كفاية الله له . قرر ذلك الحافظ ابن القيم رحمه الله . فليلحأ العبد إلى حرم الإنابة ، وليطرق في الأسحار باب الإجابة ، ومن صدق في توبته ندم قلبه ، وأقلع عن ذنبه ، وعزم على عدم العود ، وأتبع السيئة الحسنة، اللهم وفقنا للعبرة ، وأقل منا العثرة ، وأزل عنا الحسرة ، ولا تدعنا في غمرة ، ولا تأخذنا على غرة . وقال أن الله غافر الذنوب ، نحمده ونشكره أفاض علينا من جزيل آلائه أمنا وإيمانا ، وأسبغ علينا من كريم ألطافه منًّا وإحسانا ، وأشهد إلا إله إلا الله ، وحده لا شريك له شهادة تبلغ جنةً منه ورضوانا ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله ، دلنا على ما فيه خيرُ ديننا ودنيانا ، صلى الله وسلم وبارك عليه ، وعلى آله وأصحابه ، أكرم بهم علما وعملاً وعرفانا ، وأتباعه بإحسان يرجون رحمة من ربهم وغفرانا . وأشار إلى أن من أخطر مسالك المهالك ذنوبُ الخلوات ، وقد كثرت وسائلها ، ولا يزجر عن اثمها واقترافها إلا خوف الله ومراقبته . يقول ابن القيم رحمه الله : ذنوب الخلوات سبب الانتكاسات ، وعبادة الخلوات سبب الثبات ، وكلما طيب العبد خلوته بينه وبين ربه طيب الله خلوته في قبره . فليأخذ العبد حذره من ذنوب الخلوات مع أدوات الاتصالات ، وعبادة السر تقي من نوازع الشهوات ، والمراقبة في الخلوات ترسخ قدم الثبات ، ومن أكثر العبادة في الخلوات ثبته الله عند الشدائد والمدلهمات ، ومن خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل .
تاريخ الإصدار : 01-26-1446
محدث : 02-02-1446
رقم الإصدارة : ----
الحجم : ررررررررررر
أنظمة التشغيل : عععع
متطلبات اضافية : ععع
السعر : غ
الترخيص : غ
حدود الاستخدام : ععععع
الكاتب : ---
الناشر : ---
موقع الناشر : ---
روابط التنزيل
0 | 0 | 54 | 5
خدمات المحتوى
|
تقييم
|